كتابات وآراء


04 أغسطس, 2015 12:38:00 م

كُتب بواسطة : باسم الحكيمي - ارشيف الكاتب


 

التحرك السعودي في اليمن عن طريق عاصفةالحزم جاء في وقت حساس جداً وفي الدقيقة الاخيرة من مسار تفاوضي غربي إيراني لترتيبالمنطقة

هذا التحرك أربك حسابات الجميع وعطل المشاريعالجاهزة وادخل لاعبون جدد الى المسرح .

لا أشك ان تاثيرات هذا التحرك المباغت لمتتضح بعد لكنها عميقة وبعيدة وجوهرية ،ولا أشك ايضا ان محاولات ستجري لاحتواء اثارهوتقليل فعاليته وسنسمع كثيرا تحليلات تتحدث عن تورط السعودية وعن حماقة ما جرى وتهويلوتخويف الغرض منه وقف هذا التحرك والتأثير في مجرياته وآثاره واشاعة الاحباط في المنطقةالعربية آلا أمل ولا فائدة وكأن قدر العرب الخنوع والخنوع فقط.

لست ممن يتزلف للسعوديين ولن أكون ولستممن يريدون دمار بلدهم وتشظيها لكن من الخطا عدم الإقرار بان السعودية دولة إقليميةكبيرة يمكنها ان تلعب بأوراق كثيرة ولديها من المقومات والاوراق الكافية للتأثير فيصناعة مستقبل المنطقة .

كان ينقصها الإرادة والتحرك الإيجابي وهذاما فعلته .

نخن الان نختتم الشهر الثالث من عاصفة الحزمولم نشهد ردا ايرانيا مؤثرا ولن نشهد ،فليس لدى طهران مثيرا لتفعله والضربة كانت مباغتةوتفاجئت ايران كما كثيرين وتبخرت أوهامها في السيطرة عبر وكلائها على اليمن.

وبالنسبة للرياض اي تراجع عن العملية قبلاكتمال الأهداف هو الخسران بعينه وهو الإقرار بالنفوذ الإيراني ليس على صنعاء بل والرياضايضا وان ابو ظبي وغيرها من عواصم الخليج ستكون مجرد ملحقات وتوابع لا اكثر بعد الذياصاب بغداد ودمشق .

الثقل الحقيقي للشرق العربي هو في الرياضوعمقه الاستراتيجي اليمن وأي تحول في المنطقة ينبغي ان ينطلق منهما ويمر عبرهما.

لذا لا أتوقع رضوخ السعودية لأي ضغوط لوقفعاصفة الحزم قبل تحقيق أهدافها وربما يكون ذلك فقط اذا وافق التحالف الصالحي والحوثيلشروط العملية السياسية اليمنية بعد ان تكون الرياض قد ضمنت تغييرا في موازين القوىيرجح كفة الشرعية