اقتباس من رواية " يتيم بلا وطن"كتبت في 2012 بقلم صالح الهيثم
انطلقت بنا سيارة الأجرة إلى عدن . كانصمت المسافرين يثير حفيظتي يجعلني أتألم أكثر من وجع الحدث .
كنت أعي أن الأوطان كالنساء . فأي النساءأنت يا صنعاء ؟
أجابني صوت من الأعماق :
أنها الفتاة المتطرفة الشاذة إلى أقصى حدودالعقل .
تغتال من يعشق أنوثتها ويقدس معالمها .
تتآمر مع صديق ساقط ، عشقت همجيته و تجبرهعليها ، عشقت سخطه منها و أبتزازه لها . تجعل ابنائها يموتون جوعا . تشردهم خارج حدودالوطن .كي يخلو لها البيت فتهب عشيقها العصبي كل ما تملكه وما تذخر لأجل متعتها .
كانت تنعم تحت أقدام الإمام الذي مارس معهافنون الحب ورفض أضواء العالم الثالث . لكنهم لم يعرفوا قدر الإمام . فلو كان في الملابسالعصرية خير له ولها لكساها سند وحرير . لم يع الجمهورين حينها
أن ركوب الخيل سهل لكن التجول فيه يتطلبسائس متدرب للفرس الجموح .
هاهي تقذف بالسلال خارج الملعب . وحين تقدمالناس فارس يخاف الله في شعبه هتف الناس بهيصرخون . كان الحمدي هو الفارس الذي لم ترا العرب مثله . لكنها إغتالته لإنها ملت كثرةالخطاب . فتقدمت نحو ذلك الجندي الذي إشتهر ببلطجيته وخروجه الدائم بالكاتوشة والمدفعية. فكان بها المنتصر .
إنها تهوى الحب الثنائي . تعلن للجميع عاهتها. تعترف بمجونها المرضي . تضع الورود على ضريح الجندي العثماني في إحتفال صاخب . بدلامن أن تضعه على قبور من حرروها .
إنها تحتفي بسيدها علي وعلي . وتحن للماضوذكريات القمع والإذلال .
و تنسى شهدائها عمدا وتسقط من دفاترها المتضررينوالجرحى . " رواية يتيم بلا وطن "